{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} أي حديقة تستر داخلها، وعين هنا ما أبهمه في المثل الأول فقال:{مِنْ نَخِيلٍ} جمع نخلة وهي الشجرة القائمة على ساق الحية من أعلاها أشبه بالآدمي، ثابت ورقها، مغذ مؤدم ثمرها، في كليتها نفعها حتى في خشبها طعام للآدمى، بخلاف سائر الشجر، مثلها كمثل المؤمن الذي ينتفع به كله. {وَأَعْنَابٍ} جمع عنب، وهو شجر متكرم، لا يختص ذهابة بجهة العلو اختصاص النخلة، بل يتفرع علوا وسفلا، ويمنة ويسرة مثله مثل المؤمن المتقي الذي يكرم بتقواه في كل جهة - قاله الْحَرَالِّي.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}
وقال الْحَرَالِّي: وفي إشعاره تكلف ذلك فيها بخلاف الأولى التي هي بعل، فإن الجائحة في السقي أشد على الهالك منها في البعل، لقلة الكلفة في البعل، ولشدة الكلف في السقي - انتهى.
{فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ}
قال الْحَرَالِّي: صيغة اشتداد بزيادة الهمزة والألف فيه، من