وخطاب لبقية المعفو عنهم، لينتهي الأمر فيهم إلى غاية يترجى معها لبقيتهم الشكر. قاله الْحَرَالِّي.
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
قال الْحَرَالِّي: وهو ظهور بركة الباطن على الظاهر، يقال: دابة شكور، إذا أنجح مأكلها بظهور سمنها، وفيه إشعار بأن منهم من يشكر، وفيهم من يتمادى، بما في ترجي كلمة {لَعَلَّ} من الإبهام المشعر بالقسمين، والمهيئ لإمكان ظهور الفريقين، حتى يظهر ذلك لميقاته، لأن كل ما كان في حق الخلق تردداً، فهو من الله، سبحانه، إبهام لمعلومه فيهم، على ذلك تجري كلمة لعل وعسى ونحوها - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما ذكر، تعالى، أمر موسى، عليه السلام، وهو خاص أمرهم، فصل لهم أمر ما جاء به موسى وما كان منهم فيما جاء به - انتهى.
قال الْحَرَالِّي: فقررهم على أمرين: من الكتاب الذي فيه أحكام الأعمال، والفرقان الذي فيه أمر العلم، وهما ملاك حال إقامة الدين بالعلم والعمل. "وَالْفُرْقَانَ": فعلان لفظ مبالغة، يفهم استغراقا وامتلاء وعظما فيما استعمل فيه، وهو في هذا اللفظ من الفرق، وهو إظهار ما ألبسته الحكمة الظاهرة للأعين بالتبيان لفرقان لبسه بما تسمعه الأذن، وجاء فيه بكلمة "لعل" إشعارا بالإبهام في أمرهم، وتفرقتهم بين مثبت لحكم الكتاب