قال الْحَرَالِّي: وهي إظهار الشيء من الثري، كأنها تخرج الثرى من محتوى اليبس، ولما كان الذل وصفا لازما عبر في وصفها بانتفائه بالاسم المبالغ فيه.
{فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}، وقال الإمام أبو الحسن الْحَرَالِّي: وفي ذلك تشام بين أحوالهم في اتخاذهم العجل، وفي طلبهم ذلك، وفي كل ذلك مناسبة بين طباعهم وطباع البقرة المخلوقة للكد وعمل الأرض التي معها التعب والذل، والتصرف فيما هو من الدنيا توغلا فيها، وفيه نسمة مطلبهم ما تنبت الأرض الذي هو أثر الحرث، يعني الذي أبدلوا الحطة به، وهو حبة في شعرة، فكأنهم بذلك أرضيون ترابيون، لا تسمو طباع أكثرهم إلى الأمور الروحانية العلوية، فإن جبلة كل نفس تناسب ما تنزع إليه وتلهج به من أنواع الحيوان. {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا} - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: قدم نبأ قول موسى، عليه السلام، على ذكر تدارؤهم في القتيل، ابتداء بأشرف القصدين من معنى التشريع، الذي هو القائم على أفعال الاعتداء، وأقوال الخصومة - انتهى.
{كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}"أو"
قال الْحَرَالِّي: هي كلمة تدل على بهم الأمر وخفيته، فيقع الإبهام والإيهام - انتهى.
{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ} والتفعل من التشقق، وهو تفعل صيغة التكلف من الشق، وهو مصير الشيء في الشقين، أي ناحيتين متقابلتين. قاله الْحَرَالِّي.