عمران، عليها السلام، فكان من كمالها خروج والدتها عنها، وكان أصله من الأم التي لها الإشفاق، فكان خروجها أكمل من خروج الولد، لأنها لها في زمن الحمل والرضاع والتربية إلى أن يعقل الولد أباه، فحينئذ يترقى إلى حزب أبيه، ولذلك - والله سبحانه وتعالى أعلم - أرى إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، ذبح ولده عند تمييزه، وخرجت امرأة عمران عن حملها، وهو في بطنها، حينما هو أعلق بها - انتهى.
{مُحَرَّرًا}
قال الْحَرَالِّي: والتحرير طلب الحرية، والحرية رفع اليد عن الشيء من كل وجه، وفي الإيتان بصيغة التكثير والتكرير إشعار بمضي العزيمة في قطع الولاية عنه بالكلية، لتسلم ولايته لله تعالى - انتهى.
{رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا}
قال الْحَرَالِّي: من الوضع، وهو إلقاء الشيء المستثقل {أُنْثَى} هي أدنى زوجي الحيوان المتناكح - انتهى.
{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} وفي قراءة إسكان التاء الذي [هو -] إخبار من الله، سبحانه وتعالى، عنها - كما
قال الْحَرَالِّي - إلاحة معنى أن مريم عليها، الصلاة والسلام، وإن كان ظاهرها الأنوثة، ففيها حقيقة المعنى الذي ألحقها