للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخصوص بدعوة العرب، الذين هم رأس أهل الدعوة المحمدية، قال، عليه الصلاة والسلام: "الناس كلهم تبع لقريش، مؤمنهم لمؤمنهم، وكافرهم لكافرهم" - انتهى.

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}

وقال الْحَرَالِّي: ثم أقبل الخطاب عام بني إسرائيل منتظما بابتداء خطاب العرب من قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وكذلك انتظام القرآن إنما ينتظم رأس الخطاب فيه برأس خطاب آخر يناسبه في جملة معناه، وينتظم تفصيله بتفصيله، فكان أول وأولى من خوطب بعد العرب الذين هم ختام بني إسرائيل الذين هم ابتداء بما هم أول من أنزل عليهم الكتاب الأول من التوراة، التي افتتح الله بها كتبه تلو صحفه وألواحه.

ثم قال: لما انتظم إقبال الخطاب على العرب التي لم يتقدم لها هدى بما تقدمه من الخطاب للنبي، - صلى الله عليه وسلم -، انتظم بخطاب العرب خطاب بني إسرائيل بما تقدم لها من هدي في وقتها. {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} وبما عهد إليها من تضاعف الهدي بما تقدم لها في ارتقائه من كمال الهدي بمحمد، - صلى الله عليه وسلم -، وبهذا القرآن، فكان لذلك الأولى مبادرتهم إليه حتى يهتدي بهم العرب، ليكونوا أول مؤمن، بما عندهم من علمه السابق - انتهى.

{اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ}

وقال الْحَرَالِّي: من الذكر، وهو استحضار ما سبقه النسيان

<<  <   >  >>