[وقع] الاستثناء في الكاتم، والتخصيص من الكافر - انتهى.
{لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ}
وقال الْحَرَالِّي: ذكر وصف العذاب بذكر ما لزمهم من اللعنة، ليجمع لهم بين العقابين: عقابا من الوصف، وعقابا من الفعل، كما يكون لمن يقابله نعيم ورضى - انتهى.
{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}
قال الْحَرَالِّي: من النظرة، وهو التأخير المرتقب نجازه.
قال الْحَرَالِّي: ففيه إشعار بطائفة، أي من عصاة المؤمنين، يؤخر عذابهم، وفي مقابلة علم الجزاء بأحوال [أهل] الدنيا تصنيفهم بأصناف في اقتراف السوء، فمن داومه داومه العذاب، ومن أخره وقتا ما في دنياه أخر عنه العذاب، ومن تزايد فيه تزايد عذابه، وذلك لكون الدنيا مرزعة الآخرة، وأن الجزاء بحسب الوصف:{سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان مضمون الكتاب دعوة الخلق إلى الحق، والتعريف بحق الحق على الخلق، وإظهار مزايا من اصطفاه الله، تعالى، ممن شملهم أصل الإيمان، من ملائكته وأنبيائه ورسله، ومن يلحق بهم من أهل ولايتهم، وإظهار شواهد ذلك منهم، وإقامة الحجة بذلك على من دونهم في إلزامهم أتباعهم، وكان الضار للخلق إنما هو الشتات، كان النافع لهم إنما هو الوحدة، فلما أظهر لهم، تعالى، مرجعهم إلى وحدة أبوة آدم، عليه السلاة والسلامة، في