للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما يريد، فكل واقع بإرادة لايكون رضى إلى أن يستدركه الإقرار، فإن تعقبه الرفع والتغيير، فهو مراد غير مرضى - انتهى.

{الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}

قال الْحَرَالِّي: سماه الله حراما لحرمته، حيث لم يوطأ قط إلا بإذنه، ولم يدخل إلا دخول تعبد وذلة، فكان حراما على من يدخله دخول متكبر أو متحير - انتهى.

{وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

قال الْحَرَالِّي: بالياء أي التحتانية إعراضا عنهم، وبالتاء إقبالا عليهم، ففيه إنباء بتماديهم على سوء أحوالهم في رتبتين: في متماد على سوء هدد فيه لما أقبل عليه، وفي متماد على أسوأ منه أوجب في تهديده الإعراض عنه، والإقبال على غيره، ممن لم يصل في السوء والمكائدة إلى ما وصل إليه المعرض عنه.

{مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}

قال الْحَرَالِّي: فأبهمه ولم يكن نحو الأول الذي قال فيه: {بَعْدَ الَّذِي} لظهور ما ذكر في الأول، وخفاء ما وقعت إليه الإشارة في هذا، وجاءت فيه "من" التي هي لابتداء من أولية، لخفاء مبدأ أمر ما جاء من العلم هنا، وظهور ذلك الأول، لأن ذلك كان في أمر الملة التي مأخذها العقل، وهذه في أمر التوجيه الذي مأخذه الدين والغيب.

قال الْحَرَالِّي: قال تعالى: {إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} على حد ما ذكر من أنه من لمح لمحا ما وصف كان من الموصوف به بألطف لطف، ووصف كل رتبة بحسبها، فما يرفع عنه النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من باب إظهار رغبته وحرصه على هداية الخلق الذي جبل على الرحمة فيه، وطلب المسامحة في التقاصر عنه، نظرا منه إلى حق الله، تعالى، ومضمون وصية الله، تعالى، حين أوصاه بغير ترجمان ولا واسطة، أن يصفح عمن

<<  <   >  >>