للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونفاستها مبدأ الخذلان: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} فذل العبد - بالضم - لله، وذله - بالكسر - لعباد الله بشرى فوزه، وإعراضه عن ذكر الله، وصعر خده للناس نذارة هلاكه - انتهى.

{شَفَاعَةٌ} وهي من الشفع، وهو إرفاد الطالب بتثنية الرغبة له فيما رغب فيه، ليصير كالإمام له في وجهة حاجته - قاله الْحَرَالِّي.

{عَدْلٌ} وهو ما يعدل الشيء، ويكون معه كالعدلين المتكافئ القدر على الحمولة، فكأن العدل - بالكسر - في الشيء المحسوس، والعدل - بالفتح - في الشيء المعقول، وكذلك عادة العرب، تفرق بين ما في الحس وما في المعنى بعلامة إعراب في ذات نفس الكلمة، لا في آخرها - قاله الْحَرَالِّي.

{وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} والنصر تأييد المقاوم في الأمر بما هو أقوي من مقاومة، وهما طرفان ليصير كالمتقدم له بحكم استقلاله فيما يتوقع عجز المنصور فيه - قاله الْحَرَالِّي.

قال الْحَرَالِّي: ولما كانت أسباب النجاة للمرء بأحد ثلاث: إما شفاعة من فوقه في العلم والفضل، وإما نصرة من فوقه في الأيد والقوة، وإما فكاك من يده لنفسه؛ إذ من هو مثله لايغني، وأحرى من هو دونه - استوفى الخطاب جميع

<<  <   >  >>