الوجوه الثلاثة ليسد على ذي النفس المستمسك بنفاسته جميع الوجوه الثلاثة من الشفاعة والفدية والنصرة - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما استوفى خطاب النداء لهم وجهي التذكير بأصل فضيلة النفس الباطنة بالوفاء، وغرض النفس الظاهر في النعمة والرئاسة، جاء ما بعد ذلك من تفاصيل النعم عطفا من غير تجديد نداء إلى منتهى خاتمة الخطاب معهم، حيث ثنى لهم الخطاب الأدنى بالتذكير بالنعمة ختما لمتسق خطابه بما تضمنه تذكيرهم بتكرار قوله:"وإذا، وإذ" واحدة بعد أخرى، إلى جملة منها، ولما ذكرهم بالنعمة الظاهرة، فانتبه من تداركته الهداية، وتمادى من استحق العقوبة، ذكر أهل الاستحقاق بما عوقبوا به بما يستلزمه معنى النجاة، وبما فسره مما أخذوا به على ذنوب تشاكل ما هم عليه في معاندتهم القرآن، فحين لم ينفع فيهم التذكيران: بالعهد والنعمة، هددوا بتقريرهم على مواقع ما أصيبوا به من البلاء من عدوهم لما اقترفوه من ذنوبهم. {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا}.
فكان في تكذيبهم بالرسالة الأولى، وشكهم ما أصابهم من العقوبة من آل فرعون، حتى أنقذهم الله بموسى، عليه السلام، فقال تعالى:{وَإِذْ} أي واذكروا إذ {نَجَّيْنَاكُمْ} وهو من التنجية، وهي تكرار النجاة، والنجاة معناه رفع على النجوة، وهو المرتفع من الأرض، الذي هو مخلص مما ينال من في الوهاد وخبت الأرض من هلاك بسيل ماء ونحوه، {مِنْ آلِ} آل الرجل من تبدو فيهم أحواله