للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على إرادة التوجه للكعبة التي هي قيام للناس، حين كان هو رسولا لكافة الناس، وكان، - صلى الله عليه وسلم -، على ملة أبيه إبراهيم، عليه السلام، يكتفي بعلم الله عن مسألته، لأن الدعاء للطالبين قضاء حاجة، وللمكتفين بعلم الله عبادة - أجاب الله تقلب وجهه على قلة وقوع ذلك منه، على ما تشعر به "قد" بالتقليل للتقلب والرؤية. {فِي السَّمَاءِ} فيه إعلام بما جعله من اختصاص السماء بوجه الداعي، كما اختص غيب القلوب بوجهة المصلي، فالمصلي يرجع إلى غيب قلبه، ولا يرفع طرفه إلى السماء "لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم" والداعي يتوجه إلى السماء ويمد يديه، كما قال: "حتى رأينا عفرة إبطيه" انتهى ملخصا.

{قِبْلَةً}

قال الْحَرَالِّي: نكرها لما كان من ورائها قبلة التوجه العام في تنقله، فتلك هي القبلة التي هي توجه لوجه الله، لا توجه لمنظر باد من خلق الله، فكان متسع القبلة ما بين اختصاص القبلة الشامية إلى قيام القبلة الحجازية، إلى إحاطة القبلة العامة الآفاقية.

وفي قوله: {تَرْضَاهَا} إنباء بإقراره للتوجه لهذه القبلة، لأن الرضى وصف المقر

<<  <   >  >>