للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالإنفاق، موقع من النفس بوجوه، مما ينقص التضعيف أو يبطله، كالذي يطرأ على الحرث الذي ضرب به المثل، مما ينقص نباته أو يستأصله، نبه، تعالى، على ما يبطل - انتهى.

{ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا}

قال الْحَرَالِّي: وهو ذكره لمن أنفق عليه، فيكون قطعا لوصله بالإغضاء عنه، لأن أصل معنى المن القطع {وَلَا أَذًى} وهو ذكره لغيره فيؤذيه بذلك، لما يتعالى عليه بإنفاقه - انتهى.

{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ}

قال الْحَرَالِّي: وهو ما لا يوجع قلب المتعرض بحسب حاله وحال القائل.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا}

قال الْحَرَالِّي: فبين أن ما اشترطه في الأحر المطلق مبطل للإنفاق - انتهى.

{صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}

قال الْحَرَالِّي: فألحق عمل الإخلاص بآفة ما تعقبه بما بنى على أصل الرياء - انتهى.

{كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ}

قال الْحَرَالِّي: هو الفعل المقصود به رؤية الخلق غفلة عن رؤية الحق وعماية عنه.

قال الْحَرَالِّي: ولما ضرب مثلا لنماء النفقة بالحرث ضرب مثلا لإبطالها بخطأ الحارث في الحرث فقال: {فَمَثَلُهُ} في إنفاقه مقارنا لما يفسده، ومثل نفقته {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} وما زرع عليه، وهو صيغة مبالغة من الصفا، وهي الحجارة الملس الصلبة التي [لا] تقبل انصداعها بالنبات - انتهى.

<<  <   >  >>