وقال الْحَرَالِّي: ولما ذكر، تعالى، ما تقدم من التحذيرين في رتبتين: أولاهما في الذكر نجاتين من موجب التحذيرين، فكان الاتباع موجب النجاة من التحذير الثاني الباطن، الذي مبدؤه الرأفة. وكان الطاعة موجب النجاة من التحذير الأول السابق، فمن أطاع الله ورسوله فيما نهى عنه من اتخاذ ولاية الكافرين من دون ولاية المؤمنين، سلم من التحذير الظاهر، ومن اتبع الرسول، فأحبه الله، سلم من التحذير الباطن، فختم الخطاب بما به بدأ، أو لما كانت رتبة الاتباع عليا وليتها رتبة الائتمار، فهو إما متبع على حب، وإما مؤتمر على طاعة، فمن لم يكن من أهل الاتباع، فليكن من أهل الطاعة، فكأن الخطاب يفهم:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} فإن لم تستطيعوا أن تتبعوني فأطيعوني - انتهى.
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}
قال الْحَرَالِّي: فكان إشارة ذلك إلى ما نهوا عنه من التولي، إلى ما ينتظم في معنى ذلك، وفيه إشعار بأن الأمر يكون فيه محوطا