مناله في أن يكون هو يحب الله، فمن أحب الله وله، ومن أحبه الله سكن في ابتداء عنايته، وثبته الله، سبحانه وتعالى - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان من آية حب الله له، - صلى الله عليه وسلم -، ما أنزل عليه من قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} أجرى لمن أحبه الله باتباعه حظ منه في قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أي مطلقا، وذنب كل عبد بحسبه لأن أصل معنى الذنب أدنى مقام العبد، فكل ذي مقام أعلاه حسنته، وأدناه ذنبه، ولذلك في كل مقام توبة، حتى تقع التوبة [من التوبة]، فيكمل الوجود والشهود.
ولما كان هذا الأمر من أخص ما يقع، وكان مما دونه مقامات خواص الخلق، فيما بين إسلامهم إلى محبتهم لله، سبحانه وتعالى، ختم، تعالى، بما يفهم أحوال ما يرجع إلى من دون هذا الكمال فقال:{وَاللَّهُ} أي الذي له الكمال كله {غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي لمن [لم -] ينته لرتبة حب الله، بما يقع في أثناء أحواله من موجب المغفرة واستدعاء الرحمة، حيث لم يصل إلى المحبة، فمرحوم بعد مغفرة، وهو القاصد، ومغفور بعد محبة، وهو الواصل - انتهى.