الإعلام بمحكم آيات الأمر ومتشابهها، فتم بذلك منزل الفرقان في آيات [الوحي -] المسموع، والكون المشهود - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما أنهى، تعالى، الفرقان نهايته ببيان المحكمين والمتشابهين في الوحي والكون، انتظمت هذه الشهادة، التي هي أعظم شهادة في كتاب الله، بآية القيومية التي هي أعظم آية الوجود، لينتظم آية الشهود بآية الوجود - انتهى.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ}
قال الْحَرَالِّي: فأعاد بالإضمار ليكون الشاهد والمشهود له {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} فأعاد بالهوية لمعنى الوحدانية في الشهادة، ولم يقل:{إِلَّا اللَّهَ} بما يشعر به تكرار الاسم في محل الإضمار من التنزل العلي - انتهى.
قال الْحَرَالِّي: وهذه الشهادة التي هي من الله الله، هي الشهادة التي إليها قصد القاصدون وسلك السالكون، وإليه انتهت الإشارة، وعندها وقفت العبارة، وهي أنهى المقامات وأعظم الشهادات، فمن شهد بها فقد شهد شهادة ليس وراءها مرمى، ومن شهد بما دونها كانت شهادته مشهودا عليها لا شهادة، يؤثر أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لم يزل يوم الجمعة، وهو قائم بعرفة، منذ كان وقت العصر إلى أن غربت الشمس، في حجته التي كمل بها الدين، وتمت بها النعمة، يقول هذه الآية لا يزيد عليها.