فأي عبد شهد لله بهذه الشهادة التي هي شهادة الله لله، سبحانه وتعالي، بالوحدانية فقد كملت شهادته، وأتم الله، سبحانه وتعالى، النعمة عليه، وهي سر كل شهادة من دونها، وهي آية علن التوحيد الذي هو منتهى المقامات، وغاية الدرجات في الوصول إلى محل الشهود، الذي منه النفوذ إلى الموجودة بمقتضى الأعظمية التي في الآية الفاتحة - انتهى.
{وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا}
وقال الْحَرَالِّي: أفرد القيام، فاندرج من ذكر من الملائكة وأولي العلم في هذا القيام إفهاما، كما اندرجوا في الشهادة إفصاحا، فكان في إشعاره أن الملائكة وأولي العلم لا يقاد منهم فيما تجريه الله، سبحانه وتعالى، على أيديهم، لأن أمرهم قائم بالقسط من الله.
يذكر أن عظيم عاد لما كشف له عن الملائكة في يوم النقمة قال لهود، عليه الصلاة والسلام: ياهود، ما هذا الذي أراهم في السحاب كأنهم البخاتي؟ فقال: ملائكة ربي. فقال له: أرايت إن آمنت بإلهك أيقيدني منهم بمن قتلوا من قومي؟ قال: ويحك! وهل رأيت ملكا يقيد من جنده؟ - انتهى.
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
وقال الْحَرَالِّي: كرر هذا التهليل لأنه في مرتبة القسط الفعلي، لأن التهليل الأول في مرتبة الشهادة العلمية، فاستوفى التهليلان جميع البادي؛ علما