فتقابل هذان الخطابان إفصاحا وإفهاما، من حيث ذكر تفصيل الكتب إفصاحا، فأفهم متنزل الفتنة في الابتداء إلاحة، فإنه كما أنزل الكتب هدى، أنزل متشابهها فتنة، فتعادل الإفصاحان والإلاحتان، وتم بذلك أمر الدين في هذه السورة - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان تفصيل يتقدمه بالرتبة عجل جامع، وكانت تراجم السورة موضع الإجمال، ليكون تفصيلها موضع التفاصيل، وكان من المذكور في سورة الكتاب ما وقع من اللبس، كذلك كان في هذه السورة التي ترجمها جوامع إلاهية ما وقع من اللبس في أمر الإلهية في أمر عيسى، عليه الصلاة والسلام، فكان في هذه الآية [الجامعة توطئه لبيان الأمر في شأنه، عليه السلام، من حيث أنه مما صور في الرحم -]، وحملته الأنثى ووضعته، وأن جميع ما حوته السماء والأرض لا ينبغي أن يقع فيه لبس في أمر الإلهية - انتهى.