الأحكام المتقدمة، فكما وجهوا وجهة أهل الكتاب ابتداء، ثم ختم لهم بالوجهة إلى الكعبة انتهاء، كذلك صوموا صوم أهل الكتاب {أَيَّامًا مَعْدُودَةً} أي قلائل مقدرة بعدد معلوم ابتداء، ثم رقوا إلى صوم دائرة الشهر وحدة قدرا انتهاء، وذلك أنه لما كان من قبلهم أهل حساب، لما فيه حصول أمر الدنيا فكانت أعوامهم شمسية، كان صومهم عدد أيام لا وحدة شهر، وفي إعلامه إلزام بتجديد النية لكل يوم، حيث هي أيام معدودة، [و -] في إفهامه منع من تمادي الصوم في زمن الليل، الذي هو معنى الوصال، الذي يشعر صحته رفع رتبة الصوم إلى صوم الشهر الذي هو دورة القمر، يقنع الفطر في ليلة رخصة للضعيف، لا عزما على الصائم، وكان فيه من الكلفة ما في صوم أهل الكتاب، من حيث لم يكن فيه أكل ولا نكاح بعد نوم، فكان فيه كلفة ما في الكتب، لينال رأس هذه الأمة وأوائلها حظا من منال أوائل الأمم، ثم يرقيها الله إلى حكم ما يخصها، فتكون مرباة تجد طعم اليسر بعد العسر. انتهى. وفيه تصرف.