للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمعنى.

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ}

قال الْحَرَالِّي: ولما كانت هذه السورة فيما اختصت به من علن أمر الله، سبحانه وتعالى، مناظرة بسورة البقرة، فيما أنزلت من إظهار كتاب الله، سبحانه وتعالى، كان المنتظم بمنزل فاتحتها ما يناظر المنتظم بفاتحة سورة البقرة، فلما كانت سورة البقرة منزل كتاب [هو -] الوحي، انتظم بترجمتها الإعلام بأمر كتاب الخلق الذي هو القدر، فكما بين في أول سورة البقرة كتاب تقدير الذي قدره وكتبه في ذوات من مؤمن [وكافر -] ومردد بينهما، هو المنافق، فتنزلت سورة الكتاب للوحي إلى بيان قدر الكتاب الخلقي، لذلك كان متنزل هذا الافتتاح الإلهي إلى أصل منزل الكتاب الوحي.

ولما بين في أمر الخلق أن منهم من فطره على الإيمان، ومنهم من جبله على الكفر ومنهم من أناسه بين الخلقين، بين في الكتاب أن منه ما أنزله على

<<  <   >  >>