للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مال أو جاه أو علم أو طعام أو شراب أو غيره، وإنفاق فضلها، والاقتناع منها بالأدنى، والتجارة [بفضلها] لمبتغى الأجر، وإبلاغها إلى أهلها لمؤدي الأمانة، لأن أيدي العباد خزائن الملك الجواد "دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض" فلما كان ذلك لا يتم إلا بمعرفة الله [سبحانه وتعالى] المخلف على من أنفق، كما قال: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} نبهوا على عهدهم الذي لقنوه في سورة الفاتحة في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فقيل لهم: كلوا واشكروا إن كنتم إياه تعبدون، فمن عرف الله بالكرم هان عليه أن يتكرم، ومن عرف الله بالإنعام والإحسان هان عليه أن يحسن، وهو شكره لله، من أيقن بالخلف جاد بالعطية - انتهى.

{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ}

وقال الْحَرَالِّي: ولما كان إدراك المؤمنين لمقتضى الخطاب فوق إدراك الناس، خاطبهم، تعالى، بذكر ما حرم عليهم، فناظر ذلك ما نهى عنه الناس من اتباع خطوات الشيطان فقال: {إِنَّمَا حَرَّمَ} وأجرى إضماره على الاسم

<<  <   >  >>