والنصرة تشريفا لنبيهم، - صلى الله عليه وسلم -، لأنه عرض عليه عذابهم فأبى إلا المدافعة على سنة المصابرة، فكان أول ذلك غلبته، - صلى الله عليه وسلم -، على مكة المشرفة، وكان فتحها فتحا لجميع الأرض، لأنها أم القرى - نبه على ذلك الْحَرَالِّي.
{وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}
قال الْحَرَالِّي: وهي من الجهامة، وهي كراهة المنظر - انتهى.
{يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}
قال الْحَرَالِّي: لتقع الإرادة على صدقهم [في موجود الإسلام الظاهر والإيمان الباطن، فكان كل واحد منهم -]: بما هو مسلم، ذاتا، وبما هو مؤمن ذاتا، فالمؤمن المسلم ضعفان أبدا {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ} وذلك بما أن الكافر ظاهر لا باطن له، فكان ذات عين، لا ذات قلب له، فكان المؤمن ضعفه، فوقعت الإرادة للفئة المؤمنة على ما هي عليه، شهادة من الله، سبحانه وتعالى، بثبات إسلامهم وإيمانهم، وكان ذلك أدنى الإرادة لمزيد موجود الفئة