اعلم أن قراءة الأحرف الستة تماما، وفاء بتفصيل العبادة، لأنها أشفاع: ثلاثة للتخلص والتخلي، وثلاثة للعمل والتحلي، لأن ترك الحرام طهرة البدن، وترك النهي طهرة للنفس، وترك التعرض للمتشابه طهرة القلب، ولأن تناول الحلال زكاء البدن، وطاعة الأمر زكاء النفس، وتحقق العبودية، بمقتضى حرف المحكم، نور القلب.
وأما قراءة حرف الأمثال فهو وفاء العبادة بالقلب جمعا ودواما، {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا}. {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}.
فالذي تحصل به قراءة هذا الحرف، إنما هو خاص بالقلب، لأن أعمال الجوارح وأحوال النفس قد استوفتها الأحرف الستة التفصيلية.
والذي يخص القلب لقراءة هذا الحرف هو المعرفة التامة المحيطة بأن كل الخلق، دقيقه وجليله، خلق الله وحده، لا شريك له في شيء منه، وأنه جميعه مثل لكلية أمر الله