تقواه، فيهلك باسمه ودعواه، وكتحقق ذنهم من تسمية تعالى بالعزة، وعجزهم عن تسميه بالقدرة، واستحقاق تخليهم من جميع ما تعرف به من أوصاف الملك والسلطان، كالرضا والغضب، والوعد والوعيد، والترغيب والترهيب، إلى سائر ما تسمى به في جميع تعرفاته، مما ذكر في المتشابه من الآي، وما أشير إليه من الأحاديث، وما عليه اشتملت واردات الأخبار في جميع الكتب والصحف، ومرأى الصالحين، ومواقف المحدثين، ومواجد المروعين.
وأما من جهة العمل: فحفظ اللسان عن إطلاق ألفاظ التمثيل والتشبيه تحقيقا لما في مضمون قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، لأن مقتضاها الرد على المشبهة من هذه الأمة.
وليس لعمل الجوارح في هذا الحرف مظهر، سوى ما ذكر من لفظ اللسان، فقراءته كالتوطئة لتخليص العبادة بالقلب، في قراءة مفرد حرف الأمثال، والله العلي الكبير.