للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحفيظته، حتى يعاد إلى المؤمن. قاله الْحَرَالِّي.

{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}

قال الْحَرَالِّي: فأنهى أمر ما بين الحق والخلق ممثولا وأمر ما بين الخلق والخلق مثلا - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: ولما كان أول السورة إظهار كتاب التقدير في التذكير الأول، كان ختمها إبداء أثر ذلك الكتاب [الأول -] في الأعمال والجزاء، التي هي الغاية في ابتداء أمر التقدير، فوقع الختم بأنه سلب الخلق [ما -] في أيديهم، مما أبدوه وما أخفوا من أهل السموات والأرض - انتهى.

{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ}

قال الْحَرَالِّي: من الإخفاء، وهو تغييب الشيء، وأن لا يجعل عليه علم يهتدي إليه من جهته. {يُحَاسِبْكُمْ} من المحاسبة، مفاعلة من الحساب والحسب، وهو استيفاء الأعداد فيما للمرء وعليه من الأعمال الظاهرة والباطنة.

{بِهِ اللَّهُ}

قال الْحَرَالِّي: وفي ضمن هذا الخطاب، لأولي الفهم، إنباء بأن الله، سبحانه وتعالى، إذا عاجل العبد بالحساب بحكم ما يفهمه ترتيب الحساب على وقوع العمل، حيث لم يكن فيحاسبكم مثلا، فقد أعظم اللطف به، لأن من حوسب بعمله عاجلا في الدنيا، خف جزاؤه عليه، حيث يكفر عنه بالشوكة

<<  <   >  >>