للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعالى، معه رفع عنه مرارة الصبر، بوضع حلاوة الصحبة التي تشعر بها كلمة [مع]- انتهى.

قال الْحَرَالِّي: ولما كان الصبر لله إنما هو حمل النفس على ما تعهد فيه كرهها، أنبأهم الحق، تعالى، أن الصبر له ليس على المعهود، وأنه يوجد فيه عند تجشمه حلاوة لذة الحياة، وإن كان ذلك مما لا يناله شعور الذين آمنوا، لخفائه عن إدراك العقول، فأنبأهم بما يحملهم على تجشم الصبر في الجهاد في سبيل الله فقال: {وَلَا تَقُولُوا} عطفا على متجاوز أمور تقتضيها بركة الجهاد - انتهى.

{أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ}

قال الْحَرَالِّي: فكأنه، تعالى، ينفي عن المجاهد مثال المكروه من كل وجه، حتى في أن يقال عنه إنه ميت، فحماه من القول الذي هو عندهم من أشد غرض أنفسهم، لاعتلاق أنفسهم بجميل الذكر.

ثم قال: وأبهم أمرهم في هذه السورة، ونفى عنهم القول، لأن هذه سورة الكتاب المدعو به الخلق، وصرح بتفضيله في آل عمران، لأنها سورة قيام الله الذي به تجلى الحق، فأظهر غيب أمره في سورة إظهار أمره، وأخفاه في سورة ظاهر دعوتهم - انتهى.

{وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}

قال الْحَرَالِّي: قال ذلك نفيا بكلمة "لا " ومثال الدوام، ففيه

<<  <   >  >>