نداء بعد قط، والغفران فعلان صيغة مبالغة تعطى الملء، ليكون غفرا للظاهر والباطن، وهو مصدر محيط المعنى نازل منزلة الاستغفار، الجامع لما أحاط به الظاهر والباطن، مما أودعته الأنفس التي هي مظهر حكمة الله، سبحانه وتعالى، التي وقع فيها مجموع الغفران والعذاب. {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ففي ضمنه بشرى بتعيين القائلين المذعنين، ومن تبعهم بالقول لحال المغفرة، لأن هذه الحواتيم مقبولة من العبد بمنزلة الفاتحة، لاجتماعهما في كونهما من الكنز الذي تحت العرش، وعلى ما ورد من قوله:"حمدني عبدي" إلى أن قال: "لعبدي ما سأل" وعلى ما ورد في دعاء هذا الختم في قوله: "قد فعلت قد فعلت" وبما ابتدأ تعالى به آية هذا الحساب، وختمها به من سلب الأمر أولا، وسلب القدرة عما سواه آخراً، وكان في الابتداء والختم إقامة عذر القائلين، فوجب لهم تحقق الغفران، كما كان لأبيهم آدم، حيث تلقى الكلمات من ربه. انتهى.
{لَهَا مَا كَسَبَتْ}
قال الْحَرَالِّي: وصيغة فعل مجردة تعرب عن أدنى الكسب، فلذلك من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة - انتهى.
{إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
قال الْحَرَالِّي: والخطأ هو الزلل عن الحد عن غير تعمد، بل مع عزم الإصابة، أو ود أن لا يخطئ، وفي إجرائه من كلام الله، سبحانه