بفضل آدم على جميع الخلق، وبدا لهم علم أن الله يعلي من يشاء بما يشاء من خلافة أمره وخلقه، وتلك الأسماء التي هي حظوظ من صور الموجودات هي المعروضة التي شملها اسم الضمير في قوله تعالى:{ثُمَّ عَرَضَهُمْ} وأشار إليه: {هَؤُلَاءِ} عند كمال عرضهم، وأجرى على الجميع ضمير {هُمْ} لاشتمال تلك الكائنات على العاقلين وغيرهم، وبالتحقيق فكل خلق ناطق، حين يستنطقه الحق، كما قال تعالى:{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} وإنما العجمة والجمادية بالإضافة إلى ما بين بعض الخلق وبعضهم - انتهى.
قال الْحَرَالِّي: هذه الأسماء المواطئة للتسمية من السمة، والأسماء الأول هي الحظوظ من الذوات التي المتسم بها هو المسمى، ومع ذلك فبين التسمية والاسم مناسبة مجعول الحكمة بينهما بمقتضى أمر العليم الحكيم - انتهى.
{سُبْحَانَكَ}
قال الْحَرَالِّي: وفي هذا المعنى إظهار لفضلهم وانقيادهم وإذعانهم توطئة لما يتصل به من إباء إبليس - انتهى.
{لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}
قال الْحَرَالِّي رداً لبدء الأمر لمن له البدء، ولذلك ورد في أثارة من علم:"من لم يختم ٥٦٦ علمه بالجهل لم يعلم" وذلك الجهل هو البراءة من العلم إلا ما علم الله.