ونصيب من ذوات الأشياء، وتلك هي المعروضة على الملائكة، واسم التسمية يحاذي به المسمى معلومه من الشيء المسمى الذي هو الاسم المعروض، وهو عند آدم علم، وعند الملائكة ومن لايعلم حقيقة الاسم المعروض توقيف ونبأ - انتهى.
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}
قال الْحَرَالِّي: أظهرهم عن جانب، وهو العرض والناحية،
وقال الْحَرَالِّي: لما ذكر، تعالى، مراجعة الملائكية في خلق هذا الخليفة ذكر إبداءه لهم وجه حكمة علية بما أعلى هذا الخليفة من تعليمه إياه حقائق جميع الذوات المشهودة لهم على إحاطتهم بملكوت الله وملكه شهودا، فأراهم إحاطة علم آدم بما شهدوا صوره، ولم يشهدوا حقيقة مدلول تسميتها، وعلمه حكمة ما بين تلك الأسماء التي هي حظ من الذوات، وبين تسمياتها من النطق، ليجتمع في علمه خلق كل شيء صورة وأمره كلمة، فيكمل علمه في قبله على سبيل سمعه وبصره، واستخلفه في علم ماله من الخلق والأمر، وذلك في بدء كونه، وكيف يحكم حكمة الله فيما يتناهى إليه كمال خلقه إلى خاتمة أمره فيما انتهى إليه أمر محمد، - صلى الله عليه وسلم -، مما هو مبهم في قوله تعالى {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} فأبدى الله، عز وجل، لهم بذلك وجه خلافة علمية وعملية في التسمية إعلاء له عندهم، وقد جعلهم الله، عز وجل، مذعنين مطيعين، فانقادوا للوقت