ولا زوال له لانتهائه هو "الحق"، وما ثبت وقتا ما ثم يتعقبه تكملة أو يقبل زيادة، فإنما هو "حق" منكر اللفظ، فإن بين المعرف بكلمة "ال" وبين المنكر أشد التفاوت في المعنى - انتهى.
{خَالِصَةً} من الخلول، وهو تصفية الشيء مما يمازجه في خلقته مما هو دونه. قاله الْحَرَالِّي.
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}
قال الْحَرَالِّي: فعلى قدر نقرة النفس من الموت يكون ضعف منال النفس من المعرفة التي بها تأنس بربها، فتتمنى لقاءه وتحبه، "ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءها"، يقع ذلك لعامة المؤمنين عند الكشف حال الغرغرة، ولخاصة المؤمنين في مهل الحياة، لأنهم لو كشف لهم الغطاء لم يزدادوا يقينا، فما هو للمؤمن بعد الكشف من محبة لقاء الله، فهو للموقن في حياته ويقظته، لكمال الكشف له مع وجود حجاب الملك الظاهر، ولذلك ما مات نبي حتى يخير فيختار لقاء الله، لتكون وفادته على الله وفادة محب مبادر، ولتقاصر المؤمن عن يقين النبي يتولى الله الخيرة في لقائه لأنه وليه، ومنه ما ورد: "ما ترددت في شيء ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت،