حمدا، ينثني ما بين الحمدين على أوله، كما قال:"حمدني عبدي، أثنى علي عبدي" فجعلته حمد، وتفاصيله ثناء - انتهى.
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
وقال الْحَرَالِّي: لما أتى بالخطاب على بيان جوامع من معالم الدين، وجهات الاعتبار، وبيان أحكام الجهاد والانفاق فيه، فتم الدين بحظيرته معالم إسلام، وشعائر إيمان، ولمحة إحسان، أعلى تعالى، الخطاب إلى بيان أمر الإحسان، كما استوفى البيان في أمر الإيمان والإسلام، فاستفتح هذا الخطاب العلي، الذي يسود كل خطاب، ليعلى به الذين آمنوا، فيخرجهم به من ظلمة الإيمان بالغيب، الذي نوره يذهب ظلمة الشك والكفر، إلى صفاء ضياء الإيقان، الذي يصير نور الإيمان، بالإضافة إليه، ظلمة، كما يصير نور القمر عند ضياء الشمس ظلمة، فكانت نسبة هذه الآية من آية الإلهية في قوله، سبحانه وتعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} وما بعدها من الاعتبار في خلق السموات والأرض نسبة ما بين علو اسمه {الله} الذي لم يقع فيه شرك بحق ولا بباطل، إلى اسمه الذي وقع فيه الشرك بالباطل، فينقل، تعالى، المؤمنين الذين استقر لهم إيمان الاعتبار بآية