الصلاة والسلام، من ابتداء أمر الإحياء، الذي هو غاية تصرف المتصرفين - انتهى.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ}،
قال الْحَرَالِّي: وهي كلمة جامعة قرآنية محمدية، تشهد الله وحده، وتمحو عن الإقامة ما سواه - انتهى.
{مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ}
قال الْحَرَالِّي: فذكر الاقتتال الذي إنما يقع بعد فتنة المقال، بعد فتنة الأحوال بالضغائن والأحقاد، بعد فقد السلامة، بعد فقد الوداد، بعد فقد المحبة [الجامعة] للأمة مع نبيها - انتهى.
{مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}
قال الْحَرَالِّي: فيه إيذان بأن الوسائل والأسباب لا تقتضي آثارها إلا بعد إمضاء كلمة الله فيها - انتهى.
{لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}
قال الْحَرَالِّي: هي مما منه المخاللة، وهي المداخلة فيما يقبل التداخل، حتى يكون كل واحد خلال الآخر، وموقع معناها الموافقة في وصف الرضي والسخط، فالخليل من رضاه رضي خليله، وفعاله من فعاله - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: فانتظم هذا الانتهاء في الخطاب بما في ابتداء السورة من {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} إلى قوله: {الْمُفْلِحُونَ} فلذلك وقع بعد هذا الانتهاء افتتاح آية هي سيدة أي هذه السورة المنتظمة بأولها انتظاما معنويا برأس: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ} فكان في إشارة هذا الانتظام توطئة لما أفصح به الخطاب في فاتحة سورة آل عمران، لما ذكر من أن القرآن مثاني إفهام وحمد، فكان أوله حمداً، وآخره