بجري العمل على غير تكلف وتحمل، ففي إشعاره أنها توفى ما كسبت من الخير، وما كونت له من الشر، وأن ما تكلفته من الشر، وفي دخلتها كراهية، ربما غفر لها، حيث لم تكن توفى ما كسبت وما أكتسبت، كما قال في الآية التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فكان مكتسبها عليها، وربما غفر لها، فإنها وفيت ما كسبته من الشر واشتمل عليه ظاهرها وباطنها حتى يسرت له - انتهى.
{وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}
قال الْحَرَالِّي: وهذه الآية ختم للتنزيل، وختم لتمام المعنى في هذه السورة، التي هي سنام القرآن وفسطاطه، وختم لكل موعظة وكل ختم، فهو من خواص المحمدية الجامعة المفصلة من سورة الحمد، المشيرة إلى تفاصيل عظيم أمر الله: في حقه، وفي خلقه، وفيما بينه وبين خلقه - انتهى.
{إِذَا تَدَايَنْتُمْ} من التداين تفاعل بين اثنين، من الدين، والدين في الأمر الظاهر معاملة على تأخير، كما أن الدين بالكسر فيما بين العبد وبين الله، سبحانه وتعالى، معاملة على تأخير - قاله الْحَرَالِّي.