قال الْحَرَالِّي: فيه إشعار بإيمان مؤمن منهم، وتولي متول منهم، لأن الله، تعالى، إذا صنف الخطاب كان نبأ عن تصنيف الكيان، فهو، تعالى، لا يخرج نبأه على غير كائن، فيكون نبأ لا كون له، إنما ذلك من أدنى أوصاف بعض الخلق.
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} والكفاية: إغناء المقاوم عن مقاومة عدوه بما لا يحوجه إلى دفع له. قاله الْحَرَالِّي.
{صِبْغَةَ اللَّهِ} وجعل الْحَرَالِّي: صبغة الله أي هيئة صبغ الملك الأعلى التي هي حلية المسلم وفطرته، كما أن الصبغة حلية المصبوغ، حالا تقاضاها معنى الكلام، وعاب على النحاة كونهم لا يعرفون الحال إلا من الكلم المفردة، ولا يكادون يتفهمون الأحوال من جملة الكلام.
وقال: الصبغة تطوير معاجل بسرعة وحيه.
وقال: فلما كان هذا التلقين تلقينا وحيا سريع التصيير من حال الضلال المبين، الذي كانت فيه العرب في جاهليتها، إلى حال الهدي المبين، الذي كانت فيه الأنبياء في هدايتها، من غير مدة، جعله، تعالى، صبعة كما يصبغ الثوب في الوقت، فيستحيل من لون إلى لون، في مقابلة ما يصبغه أهل الكتاب بأتباعهم المتبعين لهم في أهوائهم، في نحو الذي يسمونه "الغطاس".
{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ} أي الذي له الكمال كله {صِبْغَةً} لأنها صبغة قلب لا تزول لثباتها، بما تولاها الحفيظ العليم، وتلك صبغة جسم لا تنفع، وفيه إفهام بما