للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عز وجل: قل لهم. ولكون القرآن متلوا ثبتت فيه كلمة: "قُلِ " انتهى.

{اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}

قال الْحَرَالِّي: فأقنعه، - صلى الله عليه وسلم -، ملك ربه، فمن كان منه ومن آله وخلفائه وصحابته، يكون من إسلامه وجهه لربه إسلام الملك كله الذي منه شرف الدنيا لله، فلذلك لم يكن، - صلى الله عليه وسلم -، يتظاهر بالملك، ولا يأخذ مآخذه، لأنه كان نبيا عبدا، لا نبيا ملكا، فأسلم الملك لله، كذلك خلفائه، أسلموا الملك [لله -]، فلبسوا الخلقان والمرقعات، واقتصروا على شظف العيش، ولانوا في الحق، وحملوا جفاء الغريب، واتبعوا أثره في العبودية، فأسلموا الملك لله، سبحانه وتعالى، ولم ينازعوه شيئا منه، حمل عمر، رضي الله تعالى عنه، قربه على ظهره، في زمن خلافته، حتى سكبها في دار امرأة من الأنصار في أقصى المدينة.

فلما جاء الله بزمن الملك، واستوفيت أيام الخلافة، عقب وفاء زمان النبوة، أظهر الله، سبحانه وتعالى، الملك في أمة محمد، - صلى الله عليه وسلم -، وكما خصص بالنبوة والإمامة بيت محمد وآل محمد، - صلى الله عليه وسلم -، وخصص بالخلافة فقراء المهاجرين،

<<  <   >  >>