خصص بالملك الطلقاء الذين كانوا عتقاء الله ورسوله، لينال كل من رحمة [الله -] وفضله، التي ولى جميعها نبيه، - صلى الله عليه وسلم -، كل طائفة على قدر قربهم منه، حتى اختص بالتقدم قريشا ما كانت، ثم العرب ماكانت، إلى ماصار له الأمر بعد الملك من سلطنة وتجبر، إلى ما يصير إليه من دجل، كل ذلك مخول لمن يخوله بحسب القرب والبعد منه.
{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} في الايتاء إشعار بأنه تنويل من الله من غير قوة وغلبة، ولا مطاولة فيه.
وفي التعبير بمن العامة للعقلاء، إشعار بمنال الملك من لم يكن من أهله، وأخص الناس بالبعد منه العرب، ففيه إشعار بأن الله ينول ملك فارس والروم العرب كما وقع منه ما وقع، وينتهي منه ما بقي إلى من نال الملك بسببها، وعن الاستناد إليها من سائر الأمم، الذين دخلوا في هذه الأمة من قبائل الأعاجم وصنوف أهل الأقطار، حتى ينتهي الأمر إلى أن يسلب الله الملك جميع أهل الأرض، فيعيده إلى إمام العرب الخاتم للهداية من ذريته ختمه، - صلى الله عليه وسلم -، للنبوة من ذرية آدم،