ويؤتيهم من المكنة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو شاء أحدهم أن يسير من المشرق إلى المغرب في خطوة لفعل" ومع ذلك فليسوا من الدنيا، وليست الدنيا منهم، فيوتيهم الله ملكا من ملكه، ظاهر هداية من هداه، شأفة عن سره الذي يستعلن به في خاتمة يوم الدنيا، ليتصل بظهوره ملك يوم الدين، ولذلك التلبس بشرف الدنيا والاستئثار بخيرها، قال أبو بكر لعمر، رضي الله تعالى عنهما، في وصيته: إذا جنيت فلتهجر يدك فاك حتى يشبع من جنيت له، فإن نازعتك نفسك في مشاركتهم، فشاركهم غير مستأثر عليهم، وإياك والذخيرة! فإن الذخيرة تهلك دين الإمام، وتسفك دمه، فالملك التباس بشرف الدنيا واسئثار بخيرها، واتخاذ ذخيرة منها.
لما أرادوا أن يغيروا على عمر، رضي الله تعالى عنه، زيه عند إقباله على بيت المقدس، نبذ زيهم وقال: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام! فلن نلتمس العزة