للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغيره، فمن التمس الشرف بجاه الدنيا فهو ملك بقدر ما يلتمس من شرفها، قل ذلك الحظ أوجل، وهو به من أتباع ملوك الدنيا، وكذلك من التمس الاستئثار بخيرها، واتخذ الذخيرة منها، كل ينال من الملك، ويكون من شيعة الملوك بحسب ما ينال ويحب من ذلك، حتى ينتهي إلى حشره مع الصنف الذي يميل إليه، فمن تذلل وتقلل وتوكل بعث مع الأنبياء والمرسلين والخلفاء، كما أن من تشرف بالدنيا واستأثر وادخر منها حشر مع الملوك والسلاطين.

جلس عمر، رضي الله تعالى عنه، يوما وسلمان وكعب وجماعة، رضي الله تعالى عنهم، فقال: أخبروني أخليفة أنا أم ملك؟ فقال له سلمان، رضي الله تعالى عنه: يا أمير المؤمنين، إن جبيت درهما من هذا المال فوضعته في غير حقه فأنت ملك، وإن لم تضعه إلا في حقه فأنت خليفة، فقال كعب: رحم الله تعالى، ما ظننت أن أحدا يعرف الفرق بين الخليفة والملك غيري،

<<  <   >  >>