للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما تقدم من أول السورة أمر النبوة في التنزيل والإنزال، وأمر الخلافة في ذكر الراسخين في العلم، الذين يقولون: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} وكانت من هجيري أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، يقنت بها في وتر صلاة النهار في آخر ركعة من المغرب - انتظم برؤوس تلك المعاني ذكر الملك الذي آتى الله هذه الأمة، وخص به من لاق به الملك، كما خص بالخلافة من صلحت له الخلافة، كما تعين للنبوة الخاتمة من لا يحملها سواه - انتهى.

{قُلِ}

قال الْحَرَالِّي: لعلو منزل هذه السورة كثر الإقبال فيها بالخطاب على النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وجعل هو القائل لما كانت المجاورة معه، لأن منزلا القرآن ما كان منه لإصلاح ما بين الخلق وربهم يجيء الخطاب فيه من الله، سبحانه وتعالى، إليهم مواجهة، حتى ينتهي إلى الإعراض عند إياء من يابى منهم، وماكان لإصلاح ما بين الأمة ونبيها يجري الله الخطاب فيه على لسانه، من حيث توجههم بالمجاورة إليه، فإذا قالوا قولا يقصدونه به، قال الله

<<  <   >  >>