الغلفة في طرفي المرء: ذكره وقلبه، حتى يتم الله كلمته في طرفين بالختان والإيمان. قاله الْحَرَالِّي.
{لَعَنَهُمُ اللَّهُ} لأن اللعن إبعاد في المعنى والمكانة والمكان، إلى أن يصير الملعون بمنزلة النعل في أسفل القامة، يلاقي به ضرر الموطي. قاله الْحَرَالِّي.
{بِكُفْرِهِمْ}
قال الْحَرَالِّي: أعظم الذنوب ما تكون عقوبة الله، تعالى، عليها الإلزام بذنوب أشد منها، فأعقب استكبارهم اللعن، كما كان في حق إبليس مع آدم، عليه السلام، فانتظم صدر هذه السورة إظهار الشيطنتين من الجن والإنس الذي انختم به القرآن في قوله:{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ليتصل طرفاه، فيكون ختما لا أول له ولا آخر، والفاتحة محيطة به، لا يقال هي أوله ولا آخره. ولذلك ختم بعض القراء بوصله حتى لا يتبين له طرف، كما قالت العربية، لما سئلت عن بنيها، [هم]: كالحلقة المفرغة، لأبدرى أين طرفاها.
{بَغْيًا}
قال الْحَرَالِّي: هو اشتداد في طلب شيء ما - انتهى.
{وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ}
وقال الْحَرَالِّي: وراء مالا يناله الحس ولا العلم، حيث ما كان من المكان، فربما اجتمع أن يكون الشيء وراء، من حيث إنه لايعلم، ويكون أماما في المكان - انتهى.
{وَهُوَ الْحَقُّ}
قال الْحَرَالِّي: فأنهاه لغاية الحق بكلمة "ال" لأن ما ثبت