الشيء بما يقاربه ويدانيه، ويكون منه بوجه ما. فالوقت من الليل الذي يتعلل فيه بدنو الصباح هو السحر، ومنه السحور، تعلل عن الغداء.
ثم قال: وفي إفهامه تهجدهم في الليل، كما قال، سبحانه وتعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فهم يستغفرون من حسناتهم، كما يستغفر أهل السيئات من سيئاتهم، تبرؤاً من دعوى الأفعال ورؤية الأعمال؛ التئاما بصدق قولهم في الابتداء:{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا}، وكمال الإيمان بالقدر خيره وشره.
فباجتماع هذه الأوصاف السبعة من التقوى والإيمان والصبر [والصدق -] والقنوت [والإنفاق والاستغفار، كانت الآخرة خيرا لهم من الدنيا وما فيها، وقد بأن بهذا محكم آيات الخلق -] من متشابهها بعد