بالرحمة، من حيث ذكر الرسول فيه، بما هو رحمة للعالمين {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي عن طاعة خطاب الله والرسول المحفوف باللطف من الله، سبحانه وتعالى، [والرحمة -] من رسول الله - انتهى.
{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}
قال الْحَرَالِّي: أفرد الأمر لله، لما كان وعيدا، إبقاء لرسوله، - صلى الله عليه وسلم -، في حيز الرحمة.
ولما نفى عمن تولى أن يحبه، كان في إشعاره أن هذا الكفر عموم كفر، يداخل رتبا من الإيمان، من حيث نفى عنه الحب، فنفى عنه ما يناله العفو أو المغفرة والرحمة، ونحو ذلك، بحسب رتب تناقص الكفر، لأنه كفر دون كفر، [ومن فيه كفر -] فهو غير مستوف اتباع الرسول، بما أنه الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وإنما يحب الله من اتبع رسوله، فعاد الختم في الخطاب إلى إشعار من معنى أوله، وفي إلاحته أن حب الله للعبد بحسب توحيده، فكلما كان أكمل توحيدا كان أحب، وما سقط عن رتبة أدنى التوحيد، الذي هو محل الأمر بطاعة الله، سبحانه وتعالى، ورسوله، - صلى الله عليه وسلم -، كان كفرا بحسب ما يغطي على تلك الرتبة من التوحيد، لأن هذه السورة سورة إلهية إيمانية حبية توحيدية، فخطابها مخصوص بما يجري في حكم ذلك من الإيمان والكفر والمحكم والمتشابه، وكشف