ظلمه، ويصل من قطعه، فكان، - صلى الله عليه وسلم -، يطلب وصل المنقطع عنه، حتى يعلن عليه بالإكراه في ترك ذلك، وودعه فيجيبه حكما، وإن كان معه علما، ومنه قوله:"اللهم [اغفر] لقومي فإنهم لا يعلمون" ففي طي كل خطاب له يظهر الله، عز وجل، فيه إكراهه على أخذ حكم الحق وإمضاء العدل، أعظم مدحة له، والتزام لوصيته إياه، فهو ممدوح بما هو مخاطب بخطاب الإكراه على إمضاء العدل، أعظم مدحة له، والاختصار في أمر رحمته للعالمين، فرفعه الله أن يكون ممن يضع رحمة في موضع استحقاق وضع النقمة، فذلك الذى يجمع معناه بين متقابل الظالمين فيمن يضع النقمة موضع الرحمة، فيكون أدنى الظلم، أو من يضع الرحمة في موضع النقمة فيكون منه بتغيير الوضع، بوضع الفضل موضع العدل، وعلى ذلك جميع ما ورد في القرآن من نحو قوله:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أي في إمضاء العدل - {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} في طلب الفضل لأهل العدل، فإن الله يمضي عدله كما يفيض فضله، وكذلك قوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} فيه إظهار لمدحته بحرصه على تألف الأبعدين، ووصل القاطعين، حتى ينصرف عنهم بالحكم وإشادة الإكراه عليه في ذلك، فلا ينصرف عن حكم الوصية إلى حكم