والسلام، دون سائر من ذكر معه، وكان في هذه المناظرة بين السورتين حظ من التكافؤ، من حيث ذكر [أمر -] خلق آدم، عليه الصلاة والسلام، في سورة البقرة، فذكر خلق المثل المناظر له في السورة المناظرة لسورة البقرة، وهي هذه السورة، فعاد توقيت هذا القول إلى غاية هذا الاصطفاء. فأنبأ عن ابتداء ما اختص منه بعيسى، عليه الصلاة والسلام، من قول أم مريم امرأة عمران، حين أجرى على لسانها، وأخطر بقلبها أن تجعل ما في بطنها نذرا، ففصل ما به ختم من اصطفاء ال عمران. ولذلك عرفت أم مريم في هذا الخطاب بأنها امرأة عمران، ليلتئم التفصيل بجملته السابقة {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي} وكان نذر الولد شائعا في بني إسرائيل، إلا أنه كان عندهم معهوداً في الذكور، لصلاحهم لسدانة بيت الله والقيام به، فأكمل الله، سبحانه وتعالى، مريم لما كمل له الرجال، كما قال، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:"كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع" فذكر مريم بنت