يدي ظهور خلقه في غاية يوم الدين عاما، وفي يوم الدنيا لمن شاء من أهل اليقين والعيان خاصا، وأعلى معناه بما ظهر في لفظه من الألف الزائدة على لفظ العلم، فاصطفى، سبحانه وتعالى، آدم، عليه الصلاة والسلام، على الموجودين في وقته، وكذلك نوحا وآل إبراهيم، وآل عمران، كلا على عالم زمانه، ومن هو بعد في غيب لم تبد صورته في العالم العياني، لم يلحقه بعد عند أهل النظر اسم العالم، وأشار، سبحانه وتعالى، بذكر الذرية من معنى الذرء، الذي هو مخصوص بالخلق، ليظهر انتظام عيسى، عليه الصلاة والسلام، في سلك الجميع ذرءا. وأنه لا يكون مع الذرء لبس الإلهه، لأن الله، سبحانه وتعالى، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فكان نصب لفظ الذرية تكييفا لهذا الاصطفاء المستخلص على وجه الذر، وهو الذي يسميه النحاة حالا - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما كان من ذكر في الاصطفاء إنما ذكر توطئة لأمر عيسى، عليه الصلاة والسلام، اختص التفصيل بأمر عيسى، عليه الصلاة