للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليه -] في بذل أنفسهم لله، الذين كان ذلك حبا لهم يطلبوا الوفاء به، حبا للقاء ربهم [بالموت، كما أحبوا لقاء ربهم] بالصلاة، حين عقلوا وأيقنوا أنه لا راحة لمؤمن إلا في لقاء ربه، فكان من عملهم لقاء ربهم بالصلاة في السلم، وطلب لقائه بالشهادة في الحرب.

فلما اتسع أمر الدين، ودخلت الأعراب والأتباع الذين لا يحملهم صدق المحبة للقاء الله على البدار للجهاد، نزل كتبه، كما نزل فرض الصلاة استدراكا فقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} أي أيتها الأمة! وكان في المعنى راجعا لهذا الصنف الذين يسألون عن النفقة، وبمعنى ذلك انتظمت الآية بما قبلها، فكأنهم يتبلدون في الإنفاق تبلدا إسرائيليا، ويتقاعدون عن الجهاد تقاعد أهل التيه منهم، الذين قالوا: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} - انتهى.

{وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} وهو، كما

قال الْحَرَالِّي: عند المحبين للقاء الله، من أحلى ما تناله أنفسهم، حتى كان ينازع الرجل منهم في أن يقف، فيقسم على الذي يمسكه أن يدعه والشهادة، قال بعض التابعين: لقد أدركنا قوما كان الموت لهم أشهى من الحياة

<<  <   >  >>