مولاها إظهار حقيقة ذلك، وأنه ليس ذلك منهم، بل بما أقامهم فيه المولى لهم حيث شاء، وأبهم فيه المولى لما كان في طوائف منهم حظ هوى، وهو من التولية، وهو ما يجعل مما يلي الجسد، أو القصد أي يكون ميالا بين يديه، ملاصقا له - انتهى.
قال الْحَرَالِّي: من حيث يرد الخلق في البعث إلى موطن القبلة السابقة من أرض الشام، فيكون موطن الحق والعدل أولى القبلتين بذلك، لأن أعلى القبلتين موطن أمنة، من حيث إن من دخله كان آمنا، فكان المحشر إلى قبلتهم الأولى التي هي بداية الأمر، ليطابق الآخر من القبلتين الأولى، من حيث كان الآخر في الدنيا للفضل، والأول في الآخرة للعدل، ومن الدعوتين، من حيث كانت الدعوة الأولى في الأول حكما وعلما، والإتيان الآخر في العقبى قهراً وملكا.
قال الْحَرَالِّي: ومن التفت بقلبه [في صلاته إلى غير ربه لم تنفعه وجهة وجه بدنه إلى الكعبة، لأن ذلك حكم حق، حقيقته توجه القلب، ومن التفت بقلبه -] إلى شيء من الخلق في صلاته فهو مثل الذي استدبر بوجهه عن شطر قبلته، فكما يتداعى الإجزاء الفقهي باستدبار الكعبة حسا، فكذلك يتداعى القبول باستدبار وجه القلب عن الرب غيبا، فلذلك أقبل هذا الخطاب على الذين آمنوا والذين أسلموا، لأنه هو، - صلى الله عليه وسلم -، مبرأ عن مثله - انتهى.
{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ}
قال الْحَرَالِّي: وذكر في أمته بالكون، لا بالخروج، إشعارا