للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكفايات ظاهرا وباطنا، خصوصا وعموما، لم يكد يصل الخلق إلى حظ من السعة، أما ظاهرا فلا تقع منهم ولا تكاد: "إنكم لن تسعوا الناس بمعروفكم" وأما باطنا بخصوص حسن الخلق فعساه بكاد.

وقال في تفسيره: قدم تعالى المشرق لأنه موطن بدو الأنوار التي منها رؤية الأبصار، وأعقبه بالمغرب الذي هو مغرب الأنوار الظاهرة، وهو مشرق الأنوار الباطنة، [فيعود التعادل إلى أن مشرق الأنوار الظاهرة هو مغرب الأنوار الباطنة] "والفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان"، وأشار بيده نحو المشرق. "لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق" - انتهى.

{كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}

قال الْحَرَالِّي: فجاء بالجمع المشعر، كما يقال، بالعقل والعلم، لما تقدم من أنه لاعجمة ولا جمادية بين الكون والمكون، إنما يقع جمادية وعجمية بين آحاد من المقصرين في الكون عن الإدراك التام، والقنوت: ثبات القائم بالأمر على قيامه تحققا بتمكنه فيه - انتهى.

{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وما أبدع كلية أمر كان أحرى أن يكون ما في طيه وإحاطته وإقامته من الأشياء المقامة به من مبدعه، فكيف يجعل له شبيه منه؟ لأن الوالد مستخرج شبيه بما استخرج من عينه - ذكره الْحَرَالِّي.

<<  <   >  >>