من أحداث المسلطين على البيت المقدس، بما جرت إليه أعمال يهود فيها.
وقال: كذلك أجرى الله سنته أن من لم يقم حرمة مساجده شرده منها، وأحوجه لدخولها تحت رقبة وذمة من أعدائه، كما قد شهدت مشاهدة بصائر أهل التبصرة، وخصوصا في الأرض المقدسة المتناوب فيها دول الغلب بين هذه الأمة، وأهل الكتاب {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ} فكل طائفة في بضعها إذا ساء عملها في مسجدها شردت منه، ودخلته في بضع الأخرى خائفة، كذلك حتى تكون العاقبة للمتقين، حين يفرح المؤمنون بنصر الله.
قال: وفي إشعاره تحذير من غلق المساجد وإيصادها وحجرها على القاصدين للتحنت فيها والخلوة بذكر الله، وليس رفع المساجد منعها، بل رفعها أن لا يذكر فيها غير اسم اللة، قال تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}