للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ} و"لما" كلمة تفهم وجوب أمر لأمر في حين، فتجمع معنى الشرط والظرف - قاله الْحَرَالِّي.

قال الْحَرَالِّي في التفسير، وكتاب له في أصول الفقه: هذه التسميات ليس الأسماء التي هي موجودة من الذوات، لأن تلك لا ينالها إلا العلم وشهود البصيرة، وقد جرى ذلك في وراثة في ولد آدم، حتى كان رؤبة وأبوه العجاج يرتجلان اللغة ارتجالا، ويتعلمها منهم من سواهم من العرب، لأن التسمية التي ينالها الإنباء للاسم الذي يناله العلم كالمثل له المبدي لصورة معناه للأذن لمناسبة ومواصلة بين خصوص التسمية واسمها من الذات، فيعلم ما يحاذي الشيء المفرد من منتظم الحروف، كما يعلم الواصف ما يحاذي الشيء ويحاكيه من منتظم الكلم، فيحاذيه ويحاكيه الواصف بكلام، ويحاذيه ويسميه المسمى له بكلمة واحدة، وكما أنه ليس لكل أحد منة أن يصف، فكذلك ليس لكل أحد منة أن يسمى، ومنه ما يجري من ألسنة العامة من النبز والألقاب، وقد كان يجب الاكتفاء بما في هذه الآية من العلم ببدء أمر المسميات عما وقع فيها من الاختلاف بين التوقيف والاصطلاح، فقد تبين أنها عن علم علمه الله آدم، لا عن توقيف، كما هو عند الملائكة من آدم، ولا عن اصطلاح كما قيل - انتهى.

<<  <   >  >>