للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقاصد ما وقعت كلمة "ثم" بينه في الكلامين المتعاطفين؛ ففي معنى التجاوز من الخطاب سؤال موسى، عليه السلام، ربه في بعثهم، حتى لا يكون ذلك فتنة على سائرهم - انتهى.

{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

وقال الْحَرَالِّي: وفي "لعل" إبهام معلومه فيهم بأن منهم من يشكر، ومنهم من لا يشكر - انتهى.

قال الْحَرَالِّي: وفيه، أي هذا الخطاب، آية على البعث الآخر الذي وعد به جنس بني آدم كلهم؛ فجأة صعق وسرعة بعث، فإن ما صح لأحدهم ولطائفة منهم أمكن عمومه في كافتهم - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: وعطف، تعالى، على ذكر البعث ذكر حال من مثل أحوال أهل الجنة الذي ينالونه بعد البعث، فكأن عامتهم الذين لم يموتوا إنما شركوا هؤلاء المبعوثين، لكونهم كأنهم ماتوا بموتهم، وبعثوا ببعثهم، فذكر ظل الغمام، وهر من أمر مابعد البعث، والإرزاق بغير كلفة، وهو من حال ما بعد البعث، وأفهم ذلك أموراً أخر في أحوالهم، كما يقال إن ملابسهم كانت تطول معهم كلما طالوا، فكأنهم أخرجوا من أحوال أهل الدنيا بالجملة، إلى شبه أحوال أهل الجنة، في محل تيههم ومستحق منال العقوبة لهم، كل ذلك إنعاما عليهم، ثم لم يزيدوا مع ذلك إلا بعداً عن التبصرة في كل ما أبدى لهم من العجائب: "حدث عن بني إسرائيل ولا حرج فقال: {وَظَلَّلْنَا} من الظلمة وهي وقاية مما ينزل من سماء

<<  <   >  >>