قال الْحَرَالِّي: الانفجار انبعاث وحي من شيء موعي، أو كأنه موعى انشق وانفلق عنه وعاؤه، ومنه الفجر وانشقاق الليل عنه - انتهى.
{اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} والعين،
قال الْحَرَالِّي: هو باد نام قيم يبدو فيه غيره فما أجزأ من الماء في ري أو زرع فهو عين، وما مطر من السماء فأغنى فهو عين، يقال إن العين مطر أيام لايقلع، وإنما هو مطر يغني وينجع، وما تبدو به الموزونات عين، وما تبدو به المرئيات من الشمس عين، وما تنال به الأعيان من الحواس عين، والركية، وهي بئر السقيا، عين، وهي التي يصحفها بعضهم فيقول "الركبة" بالباء يعني الموحدة - وإنما هي الركية - بالياء المشددة - كذا قال.
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ}
قال الْحَرَالِّي: وهو اسم جمع من الأنس - بالضم - كالناس اسم جمع من النوس، قال: فلم يسمهم باسم من أسماء الدين، لأن الأسماء تجري على حسب الغالب على المسمين بها، من أحوال تدين أو حال طبع أو تطبع، {مَشْرَبَهُمْ} مكتفاهم من الشرب المردد مع الأيام ومع الحاجات في كل وقت بما يفهمه المفعل، اسم مصدر ثان مشتق من مطلق الشرب، أو اسم محل يلزمه التكرار عليه والتردد، فجعل، سبحانه، سقياهم آية من آياته في عصاه، كما كانت آيته في عصاه على عدوه الكافر، فكان فيها نقمة ورحمة، وظهر بذلك كمال تمليكه تعالى لمحمد، - صلى الله عليه وسلم -، حين كان ينبع من بين أصابعه الماء غنيا في نبوعه عن آلة ضرب أو حجر، وتمليك الماء من أعظم التمكين، لأنه تمكين فيما هو بزر كل شيء، ومنه كل حي، وفيه كل مجعول ومصور - انتهى.
{كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ}
قال الْحَرَالِّي: لما لم يكن في مأكلهم ومشربهم جري العادة حكمته في الأرض، فكان من غيب، فأضيف ذكره لاسم الله الذي